في إنجلترا حيث أقيم حاليا، خضت تجربة ثقافية مختلفة وشيقة بجانب تجربتي كطالبة دراسات عليا، فقد قررت أن أكون جزءا من برامج التبادل الثقافي العالمية خلال ثلاثة أعوام مضت، استضفت عددا من الصديقات من عدة دول في شقتي الصغيرة، كنت ألتقي بهن بواسطة الأصدقاء أو بالتسجيل في موقع معتمد للتبادل الثقافي حول العالم، تعرفت خلالها على فتاة فرنسية وأخرى روسية وكازاخستانية وأخيرا إيطالية والقادمة هذه المرة، هي فتاة تحمل الجنسية الفرنسية ومغربية الأصل وربما هذا ما زاد حماسي لأن ألتقيها أكثر.
تجربتي مع الفتيات الأوروبيات كصديقات مميزة، وربما أزالت لديهن الكثير من الغموض حول واقع المرأة السعودية فما يرونه معي مختلف تماما عما يسمعنه في الإعلام، فالمرأة السعودية حققت إنجازات عديدة في زمن قياسي، بدخولها لمجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية مروراً بتعيينها نائبة وزير في التعليم سابقاً والعمل حالياً، سيدات الأعمال السعوديات يعتبرن قوة اقتصادية معتبرة، وعندما سألت نورا أودونيل ولي العهد وعراب الرؤية محمد بن سلمان في اللقاء الشهير على قناة CBS هل المرأة مساوية للرجل، أجاب نعم بلا شك، بل تحدث عن قوانين وتحديثات كلها تستهدف تحسين حياة المرأة وتمكينها على أعلى المستويات.
نعود لغزلان وهي فتاة فرنسية المنشأ ولدت لأبوين مغربيين وتربت في باريس وهي لا تتحدث العربية بالمناسبة إلا بدرجة خفيفة، تعرفت عليها مؤخرا وستأتي لزيارتي قريبا لأتعلم منها الفرنسية وتتعلم معي الإنجليزية مع تعلم أهم الطبخات والعادات اليومية، لذلك فضلت أن استقبلها بهذه الكلمات، لعلها تصل إليها ولكل فتاة مغربية.
فالذي أعرفه كفتاة سعودية عن المرأة المغربية أنها حصلت على تسع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة في بلادها، ونصبت في ثلاث وزارات في الحكومة الفرنسية وهي وزارة الثقافة وزارة التعليم ووزارة العمل، بجانب أنهن سيدات قديرات ذوات شأن ثقافي وسياسي رفيع وإعلاميات متميزات، وأتذكر أيضا أن أول كتاب قرأته في الفكر كان للمفكر محمد عابد الجابري، «بنية العقل العربي» ومنه تعلمت الكثير.
كل هذا لأؤكد أن للمغرب قيمة عظيمة في نفوسنا، وأقول هذا وأنا أعلم أن ما تمر به الفتيات في المغرب من حراك مجتمعي ملفت للنظر رغم قوة الخطاب المجتمعي عليهن، قد تكون الفتاة التونسية تتصدر مفاهيم القوة المجتمعية في موازين الفتاة العربية، نظرا لما حققته من إنجازات مجتمعية، وأيضا لنوعية المطالبات التي تطرحها التونسيات والتي تعكس خطابا مجتمعيا متحضرا يتقبل الاختلاف ويرحب بالجميع.
إن التمكين الفكري والثقافي بظني غير كافٍ للنساء إن كان هدفنا حدودنا فقط، الإيمان بقيمة المرأة وصوتها نتشارك به جميعا كفتيات عربيات، بعيدا عن خنادق الأدلجة ومحاولات التشنيع على مطالب النساء في المجتمعات العربية، فالبعض يريد إبقاء البرمجة القمعية للفتاة كي لا تنافس في الحياة العامة وهذا ما أكدته النسوية المعروفة جوديث بوتلر، بالمجمل محاولة قولبة المفاهيم حول النساء أصبحت محاولة بائسة يستخدمها البعض فقط للتغطية على عيوبه، لكنني أقول لك نحن قادرات على تغيير كل صورة نمطية بائدة تمس أي فتاة عربية وأهلا وسهلا بك في بيتك الثاني.
* أكاديمية وباحثة في قضايا التعليم
Amaljuhani@ksu.edu.sa
تجربتي مع الفتيات الأوروبيات كصديقات مميزة، وربما أزالت لديهن الكثير من الغموض حول واقع المرأة السعودية فما يرونه معي مختلف تماما عما يسمعنه في الإعلام، فالمرأة السعودية حققت إنجازات عديدة في زمن قياسي، بدخولها لمجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية مروراً بتعيينها نائبة وزير في التعليم سابقاً والعمل حالياً، سيدات الأعمال السعوديات يعتبرن قوة اقتصادية معتبرة، وعندما سألت نورا أودونيل ولي العهد وعراب الرؤية محمد بن سلمان في اللقاء الشهير على قناة CBS هل المرأة مساوية للرجل، أجاب نعم بلا شك، بل تحدث عن قوانين وتحديثات كلها تستهدف تحسين حياة المرأة وتمكينها على أعلى المستويات.
نعود لغزلان وهي فتاة فرنسية المنشأ ولدت لأبوين مغربيين وتربت في باريس وهي لا تتحدث العربية بالمناسبة إلا بدرجة خفيفة، تعرفت عليها مؤخرا وستأتي لزيارتي قريبا لأتعلم منها الفرنسية وتتعلم معي الإنجليزية مع تعلم أهم الطبخات والعادات اليومية، لذلك فضلت أن استقبلها بهذه الكلمات، لعلها تصل إليها ولكل فتاة مغربية.
فالذي أعرفه كفتاة سعودية عن المرأة المغربية أنها حصلت على تسع حقائب وزارية في الحكومة الجديدة في بلادها، ونصبت في ثلاث وزارات في الحكومة الفرنسية وهي وزارة الثقافة وزارة التعليم ووزارة العمل، بجانب أنهن سيدات قديرات ذوات شأن ثقافي وسياسي رفيع وإعلاميات متميزات، وأتذكر أيضا أن أول كتاب قرأته في الفكر كان للمفكر محمد عابد الجابري، «بنية العقل العربي» ومنه تعلمت الكثير.
كل هذا لأؤكد أن للمغرب قيمة عظيمة في نفوسنا، وأقول هذا وأنا أعلم أن ما تمر به الفتيات في المغرب من حراك مجتمعي ملفت للنظر رغم قوة الخطاب المجتمعي عليهن، قد تكون الفتاة التونسية تتصدر مفاهيم القوة المجتمعية في موازين الفتاة العربية، نظرا لما حققته من إنجازات مجتمعية، وأيضا لنوعية المطالبات التي تطرحها التونسيات والتي تعكس خطابا مجتمعيا متحضرا يتقبل الاختلاف ويرحب بالجميع.
إن التمكين الفكري والثقافي بظني غير كافٍ للنساء إن كان هدفنا حدودنا فقط، الإيمان بقيمة المرأة وصوتها نتشارك به جميعا كفتيات عربيات، بعيدا عن خنادق الأدلجة ومحاولات التشنيع على مطالب النساء في المجتمعات العربية، فالبعض يريد إبقاء البرمجة القمعية للفتاة كي لا تنافس في الحياة العامة وهذا ما أكدته النسوية المعروفة جوديث بوتلر، بالمجمل محاولة قولبة المفاهيم حول النساء أصبحت محاولة بائسة يستخدمها البعض فقط للتغطية على عيوبه، لكنني أقول لك نحن قادرات على تغيير كل صورة نمطية بائدة تمس أي فتاة عربية وأهلا وسهلا بك في بيتك الثاني.
* أكاديمية وباحثة في قضايا التعليم
Amaljuhani@ksu.edu.sa